الشبهة الخامسة: الحجاب (في القلب)

يردّد المبغضون للحجاب من العالمانيين والمنصّرين أنّ الحجاب الحقيقي هو (حجاب القلب), وليس هو (مجرّد) قطعة قماش (تلقى) على الرأس!

الجواب:

هذه الشبهة سائرة على كثير من الألسن, ولا يخفى عل منصف بطلانها, بل وتناقضها الشنيع .. والردّ من أوجه:

أولًا/ إنّ الإسلام يقود المرأة إلى أن تعلم أنّها ليست مجرّد (أداة للمتعة) بل هي (إنسان) موفور الاعتبار الأدبي, والحظ الإنساني في الاحترام .. وإنّ المسلمة العاقلة تعلم أنّ مَن يلحّ عليها أن تنزع حجابها بدعوى الحريّة؛ إنّما هو يريد أن يتلصّص بعينيه الآثمتين على لحمها المغطّى, وأنّ رغبته في تجريدها من ستر العفّة ولباس الحشمة, لم تنبع إلاّ من حرصه على التنفيس عن الشهوة المتأججة في صدره, وإن كان يُلبس دعواه ثوب النصح والرغبة في (تحرير) المرأة من الظلم والقهر!!!!

إنّ الذي يدعو المرأة إلى السفور, لا يراها في الحقيقة في غير مقام الصاحبة والعشيقة.. أمّا ذاك الذي يدعوها إلى الستر؛ فليست هي في ذهنه إلاّ أمًا أو أختًا أو ابنة .. جزء من كيانه, وقطعة من روحه.. لا يرى نفسه إلا نصيرًا لها, يؤذيه أن تُعامل كدمية ملوّنة جوفاء؛ يلهو بها اللاهون, ثمّ يلقون بها إلى سلّة المهملات إذا ذهبت ألوانها بعوامل الزمن القاسي!!

ثانيا/ إنّ الحجاب ليس قطعة قماش تضعها المرأة على رأسها, وإنما هو غطاء مسبل, ونهج في الكلام والمعاملة والإحساس متقن .. إنّه منظومة عقدية وسلوكيّة وشعورية .. وإنّ الظنّ أنّه (مجرّد) قطعة قماش تستر بها المرأة شعرات من رأسها؛ لهو قصور في تصوّر هذه الشريعة وأبعادها وأهدافها!!!

ثالثا/ يبدو أنّ الذي يتحدّث عن الحجاب وأنّه مجرّد قشرة, وأنّ الحجاب الممثّل للعفّة هو في القلب فقط, يؤمن أنّ طهر الباطن لا يلزم أن يلتقي مع طهر الظاهر .. أمّا نحن فنرى أنّ طهر الظاهر لا بدّ أن يقترن بطهر الباطن؛ فهما متلازمان لا يفترقان, متّصلان لا ينفصمان.. فإذا غطت المرأة رأسها, ولم تصلح باطنها؛ فإنّها ليست في الإسلام بذات دين, وإنما هي منافقة تخادع الناس وتخدع نفسها قبل ذلك!!

إنّ العفّة, ليست في القلب فقط, بل هي في القلب والجسد.. ولا يمكن أن تكون في القلب مع فساد الجوارج!!

أيستطيع المخالف أن يزعم أنّ الرجل قد يكون طاهر القلب, لكنّه لصّ يسرق وينهب, أو زان يعتدي على أعراض الناس, أو كذّاب يخادع من أمّنوه؟!!!

إن قال لا يلتقي طهر القلب مع فساد العمل؛ فكذلك نقول: لا تكون عفّة القلب مع كشف المرأة لما أمر الربّ سبحانه بتغطيته!

إنّ العفّة, نبتة عظيمة؛ أصلها وجذرها في القلب, وثمرتها بادية على الجوارح!!

وإنّ من فسد قلبها وغطّت جسدها, فإنّما هي تضع ثمارًا مزيّفة لم ترتوِ من نهر الطهر الجاري في قلبها!

رابعا/ إنّ المنصّر أمام ثلاثة حلول لا رابع لها:

1-لا يجتمع صلاح الباطن مع صلاح الظاهر.

2-صلاح الظاهر ليس شرطًا لصلاح الباطن.

3-صلاح الباطن شرط لصلاح الظاهر.

القول الأوّل يرفضه النصراني, ولا يقول به أشدّ الناس انحرافًا وفسادًا؛ إذ هو يعني أنّه لا بدّ أن تقع في الموبقات الأخلاقيّة؛ حتى تكون طاهر القلب من الخبائث!

القول الثاني لا يمكن أن يستقيم؛ لأنّه يشطر الكائن البشري إلى كيانين غير متمازجين ضرورة, وإنما قد يجتمعان وقد يفترقان.. فقد يكون الإنسان روحًا محلّقة في عالم الطهر, وجوارح غارقة في عالم الوحل ..!! وإذا كانت الروح لا تغادر الجسد, وكانت الأحاسيس مرتبطة بالأفكار, وكان الفعل ناتجًا عن فكر ورغبة؛ فإنّه يغدو من السذاجة تصوّر النفس الإنسانيّة على أنها حزمة مشتتة متفرقة من الأفكار والأشواق والحوافز والأعمال, وأنّها لا تلتقي؛ لأنّها كيانات متباعدة متنافرة!

ولم يبق عندها إلا القول الثالث؛ وهو قول المسلمين الذي يقرّر التلازم بين الظاهر والباطن, والعلاقة الديالكتيكيّة بين داخل الإنسان وظاهره, وأنّه من الخطأ المحض الظنّ أنّ الإنسان قد يعيش بقلبه في عالم وبجسده في آخر؛ إذ العقل والواقع ينفيان الزعم بإمكانيّة أن يكون قلب المرء قطعة من نور, وجسده متمرّغًا في حمأة الفساد؛ ومادام الأمر محالاً؛ فإنّه لا بدّ من ستر ما يثير عوامل الإثارة عند الرجال والنساء؛ من عري يكشف اللحم الحرام, وملابس ضيّقة تكشف تفاصيل القوام, مع تطهير القلب من المحفّزات للمعصية ودواعي الفتنة؛ باستحضار علم الله بالمظهر والمخبر, والسرّ وأخفى, وتذكير النفس بما أخبر به الوحي من ثواب على الإحسان, وعقاب على الإفساد.

خامسا/ لماذا تكون المرأة المحجّبة التي تعصي ربّها في الخلوات, حجّة على الحجاب؟!!

إنّ الحجاب هو دليل ظاهر على العفّة إن لم يخالطه فعل قبيح نراه بأعيننا .. أمّا الباطن وحقيقة القلوب فلا يعلمهما إلا الله جلّ وعلا .. وهو نفس قول النصارى في الراهبات مثلاً؛ إذ هم يرون الرهبنة دليلاً ظاهريًا على العفّة, وليس هناك من سبيل لمعرفة باطن الراهبات غير النظر في أعمالهن..

إنّ من عُلِم أنّها ترتدي الحجاب, لكنّها تأتي أبواب الفساد؛ فتلك منافقة ذات وجهين, وليس العيب في لباسها, وإنما في أنها لم تلتزم بقية الأحكام التي ترتبط بالحجاب ارتباطًا عضويًا لازمًا ..

إنّ العيب الذي يطال من ترتدي الحجاب وتأتي أبواب الفساد, هو نفس العيب الذي يطال من يؤدّي الصلاة ولا ينتهي عن كثير من أبواب الحرام! فلماذا يعاير الحجاب إذا وُجدت (محجّبة) تحتال على الشرع, ولا تعاير الصلاة إذا وجد (مُصَلٍّ) غير ملتزم بعامة تعاليم دينه؟!!

سادسا/ إنّ قضية المسلمة هي أنّ الحجاب سبيل إلى العفّة, فلا تشغل نفسها بالنظر إليه على أنّه دليل على العفّة .. إنّ غايتها هي أن تمنع بفعلها أسباب الفتنة ودواعيها, لا أن تبحث من خلال لباسها عمّن يقول عنها إنّها عفيفة ..!

سابعا/ الغاية الأولى للحجاب, هي منع الرجل من الافتتان بالمرأة؛ وبالتالي فإنّ القول إنّ حجاب المرأة هو في القلب, يغدو بلا معنى؛ لأنّ الحجاب ليس مجرّد رمز بلا وظيفة, أو شكل بلا مضمون فاعل, وإنّما وظيفته تغطية مفاتن المرأة حتّى لا يتسلل الهوى الشيطاني إلى قلب الرجل, ويسوقه إلى الزنى وتوابعه.

ثامنا/ إن مّما ألفته الأذن في هذا السياق قول البعض إنّ من النساء من لا ترتدي الحجاب, لكن لا يستطيع أحد من الرجال أن ينال منها (شيئًا) .. وهذا قول من غرائب ما يطرق الأذن؛ إذ إنّ هذه المرأة التي تركت الحجاب قد قدّمت إلى الرجال الذي يتبعون أعينهم (لحوم النساء), ما أرادوا أصلاً!!! وهل الزنى (بمعناه المألوف) هو فقط المقصود!؟؟ إنّ الزنى كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بِالعَين أيضًا؛ فقد قال: ((والعينان تزنيان وزناهما النظر))[1] ..فكيف تكون من رفضت الحجاب لباسًا, قد منعت الرجال مما يريدون, وهي التي بذلت لهم ما فيه يرغبون!؟؟ وهل الملابس الضيقة إلاّ (أداة زنى!) .. وهل الملابس القصيرة إلاّ (أداة زنى)! .. وهل المساحيق الفاقعة, والروائح الفائحة, والتسريحات العاصفة, إلاّ من أسباب زنى العين؟!

ثمّ .. لماذا نفصل الأسباب عن مسبّباتها, والنهايات عن مقدماتها؟!!

هل الزنى والاغتصاب هو عمل عفوي يقفز إلى الذهن دون محرّكات أو دواع؟!!

ألا تعلم المعترضة أنّ البلاد التي تشيع فيها إباحية اللباس في الشارع والإعلام, هي أكثر البلاد التي تعاني حالات الاغتصاب, رغم صرامة القوانين الزاجرة التي أنزلها المشرعون على من أتى هذا الفعل؟!!

ألا تدري المعترضة أنّ البلاد التي التزمت عامة نسائها بالحجاب, هي أقلّ البلاد من ناحية نِسب الاغتصاب؟!!

ألم تقرأ المعترضة أنّ الدول التي كانت تحكم بالإسلام منذ قيام دولة الإسلام في المدينة المنوّرة إلى سقوط دولة الخلافة, كانت لا تكاد تعرف جرائم الاغتصاب!!؟

وهل الاغتصاب إلاّ فعل نفس احتقنت الشهوة فيها بفعل الضخ الإباحي في لباس النساء, وملصقات الشوارع, ومرئيات التلفاز ..؟!!

إنّ النظرة بريد الزنى .. والشاعر يقول:

كل الحوادث مبداها من النـظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهـام بلا قوس ولا وتر

والمرء ما دام ذا عين يقلــبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطر

يســرّ مقلته ما ضر مهـجته *** لا مـرحبًا بسرور عاد بالـضرر

وقال الاخر:

وكنت متى أرسلت طرفك رائـدًا *** لقلبك يومًا أتعبتـك المنـاظر

رأيت الذي لا كلـّه أنت قــادر***عليه ولا عن بعضه أنت صـابر

قال الإمام الربّاني ((ابن قيّم الجوزية)): ((أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور}[2]، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر؛ جعل الأمر بغضّه مقدمًا على حفظ الفرج، فإنّ كل الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة.. ثم خطرة.. ثم خطوة.. ثم خطيئة، ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.))[3]

إنّه لا يمكننا هنا أن نتحدث بصورة غرّة عن (تحضّر) الرجل الذي يبصر بعينه دون أن تتحرّك كوامن شهوته؛ لأنّ ذلك من قبل الفصل التعسفي للسنن النفسيّة والعصبيّة في الرجل .. وليس معنى كلامي القول بجبريّة الانفعال الجنسي عند الرجال إلى درجة الوقوع في الزنى والاغتصاب, وإنما قصدي أنّ هذا الانفعال هو ردّ فعل عفوي في الجهاز العصبي للرجل, وليس له أن يمنعه من (التنفيس المؤذي) إلاّ بأن يصرّف شهوته في الموضع الحلال, أو أن يكبت دواعي الفتنة بلجام التقوى, وهو ما ليس بمتاح لكلّ الرجال؛ فأبواب الحلال قد غلّقت على البعض, وحبل التقوى قد تفلّت من البعض الآخر ..

وهنا لا بدّ من التأكيد على أنّ الاستثارة البصريّة عند الرجال –بدليل الواقع الذي لا يستريب فيه مبصر-, هي على درجة عالية من الحساسيّة, على خلاف المرأة التي لا تثيرها الأشكال بقدر ما تؤثّر فيها السلوكيات![4]

كما أنّ في (الرجل) نزوعًا إلى الرغبة في تجديد الاستثارة بتجديد الأشكال والمصادر التي تستهوي شهوته, على خلاف المرأة التي تنزع إلى العاطفة المستقرة في شكل ثابت من العلاقات[5]؛ وذاك ما يجعل اللباس الشرعي للمرأة حائلاً صلبًا دون إرواء هذه النهمة في صدور الرجال, ويحبسها في إطار العلاقات الشرعيّة بين الرجل وزوجته!

وأقول مع ذلك إنني لا أزعم أنّ من لم تحقق الستر المطلوب, فاقدة لكل خير. وإنما أقول إنها مقصّرة, لم تبلغ الصورة المرضيّة المطلوبة, والناس لا يدورون بين الحال الملائكيّة الطاهرة, والحال الشيطانيّة الفاسدة!! فبين هذه وتلك مراتب للمقتصد والظالم لنفسه!

تاسعا/ نقول للمنصّرين: إنّكم تعرضون الراهبات النصرانيّات المحجّبات في صورة التقيّات النقيّات, رغم انتشار السحاق بينهن كما هو مبثوث في مؤلفات الذين كتبوا عن الأديرة في الغرب[6] .. فلماذا لا تخبرون هؤلاء النسوة المتيقّن فساد أغلبهن أنّ الحجاب في القلب فقط .. أم أنّ هذا النصح (الأعور) لا ينفع إلاّ إذا وُجّه إلى المسلمات؟!!

إذا كنتم تحرّمون الحجاب عندنا.. فحرموه أولاً عندكم, واكشفوا رؤوس راهباتكم!

لماذا تظهرون دعوى انفصال الظاهر عن الباطن إذا تحدثتم عن المسلمات ووددتم أنّهن يخلعن الحجاب, في حين أنّكم تعلّمون نساءكم غير ذلك؛ فقد جاء في ((كتاب التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية)) ((Catechism of the Catholic Church))[7], تحت رقم (2521) : ((الطهارة تستوجب الحشمة.. الحشمة تحمي الباطن الخاص للمرء. ويعني ذلك رفض كشف ما لا بدّ أن يبقى مغطّى.)) ((Modesty requires modest… Modesty protects the intimate center of the person. It means refusing to unveil what should remain hidden.))[8]

وجاء تحت رقم (2522) عن الحشمة أنّها : ((تلهم المرء اختياره لملابسه.)) ((It inspires one’s choice of clothing)) [9]

وجاء تحت رقم (2523): ((هناك احتشام خاص بالمشاعر, كما أنّ هناك احتشامًا خاصًا بالجسد.)) ((There is a modesty of the feelings as well as of the body )) [10]

وجاء تحت رقم (2525) : ((الطهارة المسيحيّة تتطلّب تطهير المناخ الاجتماعي)) ((Christian purity requires a purification of the social climat e)).[11]

فكيف تقولون مع ذلك إنّ المرأة لها أن تلبس ما تشاء مادام القلب (نقيًا)..!! وأنّ الطهارة هي فقط في القلب؟!!

لقد ردّ ((ترتليان))- أحد أكبر أعلام آباء الكنيسة الأوائل- على هذه الشبهة, فقال في كتابه: ((حول زينة النساء)) ((De cultu feminarum)): ((بعض (النساء) قد يقلن: بالنسبة لي, ليس من الضروري أن يوافقني الرجال؛ لأنني لا أحتاج شهادة الرجال, ((الله هو مراقب القلوب)))).

وردّ هذا اللاهوتي بقوله: ((نحن نتذكّر أنّ نفس (الربّ) قد قال عبر رسوله: ((لتكن استقامتك ظاهرة أمام الناس.)) [12]. وأضاف أنّ الكتاب المقدّس قد كرّر مرارًا أنّ المطلوب من المؤمن هو أن يكون مصدر خير ونموذجًا يحتذى به, فإذا كان خيره لنفسه؛ فماذا سيستفيد منه العالم؛ وقال مستدلاً بالكتاب المقدّس: ((ماذا يعني: ((لتكن أعمالك مشعّة))[13]؟ لماذا, علاوة على ذلك, نادانا الربّ بـ((نور العالم)), لماذا شبّهنا بالمدينة المبنيّة على جبل[14]؛ إذا لم نكن مُشعّين في الظلمة وبارزين من بين الذين هم في القاع؟ إذا كنت تغطّي مصباحك تحت مكيال [15]؛ فإنّك قطعًا ستكون في الظلمة, وتواجه عداوة الكثيرين. الأعمال التي تجعلنا منيرين في هذا العالم هي هذه: أعمالنا الصالحة. ))[16]

***

إنّ إلزام المرأة بأنّ تغطّي عورتها ليس بدعًا إسلاميًا ولا سبقًا قرآنيًا .. بل ما عندنا هو نفسه ما جاء في أسفار أهل الكتاب!!

لم يأتِ القرآن بعد دعوات الأنبياء السابقين, ليخترع قصة (العفّة).. بل هي دعوة أعلنها أنبياء الله منذ ((آدم)) عليه السلام؛ لأنّ العفّة جزء من صميم البناء النفسي للإنسان السوي.. بل إنّ الحجاب لم يكن قاصرًا على الأمم التي فيها أثارة من رسالات الله إلى البشر, وإنما كان سائدًا حتى في الأمم التي لا تعمل بالشرائع السماوية؛ وكما يقول ((ألفن ج. شمت)): ((لمّا ظهرت المسيحيّة على الساحة, كان ستر المرأة بالحجاب واسع الانتشار في عدة ثقافات؛ وقد أظهر ((ألفرد إرميا)) في دراسته المميزة ((الحجاب من سومر إلى اليوم)) ((Der Schleier von Sumer Bis Heute)) أنّ النساء في زمن المسيح كنّ يرتدين الحجاب عند السومريين والآشوريين والبابليين والمصريين واليونانيين والعبرانيين والصينيين والرومان.))[17]

[1] أخرجه البخاري, كتاب الاستئذان, باب زنى الجوارح دون الفرج، حديث (6243)، ومسلم, كتاب القدر, باب قدر على ابن آدم … حديث (2657).

[2] سورة غافر/ الآية (19)

[3] ابن القيم, الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي, بيروت: دار الكتب العلميّة, ص 105-106

[4] بعد أن صَدرت أعداد مجلّة خلاعيّة اسمها ((playgirl)) تعرض صورًا (لرجال) في مواقف إثارة جنسيّة, أجرت صحيفة ((New York Post)) مقابلات مع النساء, وكانت النتيجة أن أربع نساء من خمس قلن إنّ الصور الخليعة المعروضة للرجال في هذه المجلة غير مثيرة جنسيًّا بالنسبة لهن. ( ‘Are pictures of naked men sexy?’: New York Post woman-on-the-street interview, December 29, 1997 (Quoted by, Wendy Shalit, op. cit., p.116)

[5] جاء في استفتاء أجري سنة 1994م أنّ الرجال في أمريكا –حيث لا يوجد أي مانع أخلاقي من أن يزني غير المتزوج- يفكّرون في إنشاء علاقات جنسيّة مع ست نساء في السنة القادمة وثماني نساء في غضون السنتين القادمتين, في حين أجاب النساء –في أمريكا الليبراليّة نفسها- في ذات الاستفتاء أنّهن يفكّّرن في إنشاء علاقة جنسيّة مع رجل واحد في السنة التالية, وهو نفس الرجل في السنة التي تليها! (انظر؛ Wendy Shalit, op. cit., pp. 90-91)

[6] ذكرت جوديث س. براونJudith C. Brown في كتابها: ((عمل غير شريف: حياة راهبة سحاقية في إيطاليا عصر النهضة)) (( Immodest Acts: the Life of a Lesbian Nun in Renaissance Italy)) ص 5 أنّ اتهام الراهبات بالشذوذ الجنسي هو أمر ذائع على ألسنة البروتستانت والكاثوليك المنفتحين!

لمن أراد التعرّف على ظاهرة الشذوذ الجنسي في الأديرة النصرانيّة:

Boswell, John, Christianity, Social tolerance, and Homosexuality: Gay People in Western Europe from the Beginning of the Christian Era to the Fourteenth Century , Chicago: University of Chicago Press, 1980

وهو كتاب فيه نقل لأشعار ونصوص مترجمة لرهبان وراهبات شاذين جنسياً في بداية العصور الوسطى!!!

من الكتب الأخرى أيضاً:

o Boswell, John, “Homosexuality and Religious Life: A Historical Approach“, in Homosexuality in the Priesthood and the Religious Life, ed. Jeannine Gramick, NY: Crossroad, 1989″

o Brown, Judith, Immodest Acts: The Life of a Lesbian Nun in Renaissance Italy (Studies in the History of Sexuality), New York: Oxford University Press, 1986

o Brundage, James A., Law, Sex and Christian Society in Medieval Europe, Chicago: University of Chicago Press, 1987

o Bullough, Vern and James Brundage, Sexual Practices and the Medieval Church, Buffalo, New York; Prometheus, 1982

o Jordan, Mark, The Invention of Sodomy in Christian Theology (Chicago Series on Sexuality, History and Society), Chicago; University of Chicago Press, 1997

o McGuire, Brian P., Brother and Lover: Aelred of Rievaulx, New York: Crossroad, 1994

o Russel, Kenneth C., “Aelred, the Gay Abbot Rievaulx”, Studia Mystica, 5(4), 1982

[7] The Catechism of the Catholic Church : تعني عبارة ((Catechism)): ((خلاصة مبادئ, تعرض في الأغلب على شكل سؤال وجواب.)) والعنوان بأكمله هو اسم لكتاب يعتبر شرحًا رسميًّا لتعاليم كنيسة الروم الكاثوليك.

[8] Catechism of the Catholic Church , D.C.: USCCB Publishing, 2000, 2nd edition, p. 604

[9] المصدر السابق

[10] المصدر السابق

[11] المصدر السابق, ص 605

[12] انظر؛ فيلبي 4/5, 8, روما 12/17, 2كورنثوس 8/21

[13] انظر؛ متّى 5/16

[14] انظر؛ متّى 5/14

[15] انظر؛ متّى 5/15, مرقس 4/21, لوقا 8/16, 11/33

[16] Tertullian, ‘On the Apparel of Women,’ in The Ante-Nicene Fathers, New York: Charles Scribner’s Sons, 1907, 4/25

[17] Alvin J. Schmidt, Veiled and Silenced, How Culture Shaped Sexist Theology, Geogia: Mercer University Press, 1990., p.112

© ARICR.ORG جميع الحقوق محفوظة لمبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان