قصيدة (الحسن أسفر بالحجاب)

قمر توشحَ بالسَحابْ
غَبَشٌ توغل, حالمًا, بفجاجِ غابْ
فجرٌ تحمم بالندى وأطل من خلف الهضابْ
الورد في أكمامه
ألق اللآلئ في الصدفْ
سُرُجٌ تُرفرفُ في السَدَفْ
ضحكات أشرعةٍ يؤرجحها العبابْ
ومرافئ بيضاء تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ
من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ؟
من أي باِرقة نبيلهْ
هطلت رؤاك على الخميلةِ فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟
من أي أفقٍ ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ وهذه الشمسُ الظليلَهْ ؟
من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ تندلعُ الورودُ ؟ – من الفضيلَهْ
هي ممكنات مستحيلهْ!
قمر على وجه المياهِ َيلُمهُ العشب الضئيلُ وليس تُدركه القبابْ
قمر على وجه المياه, سكونه في الاضطراب, وبعده في الاقترابْ
غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ
وطن يلم شتاته في الاغترابْ
روح مجنحة بأعماق الترابْ!

وهي الحضارة كلها تنسَل من رَحِمالخرابْ
وتقوم سافرة لتختزل الدنا في كِلْمتين : ( أنا الحِجابْ!)
الحُسْنُ أسفرَ بالحجابِ فمالها حُجُبُ النفورْ
نزلت على وجهِ السفورْ؟
واهًا … أرائحة الزهور تضيرُ عاصمة العطورْ ؟
أتعف عن رشْفِ الندىشَفَةُ البكورْ ؟
أيضيق دوح بالطيورْ ؟!
يا للغرابة ! _ لا غرابهْ
أنابسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ
أنا نغمة جرحت خدود الصمت وازدردت الرتابهْ
أناوقدة محت الجليد وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ
أنا عِفة وطهارة بينَ الكلابْ
الشمس حائرة يدور شِراعُها وَسْطَ الظلام بغير مرسى
الليلُ جن بأفقهاوالصبحُ أمسى!
والوردة الفيحاء تصفعها الرياح ويحتويها السيلدَوْسا
والحانة السكرى تصارع يقظتي وتصب لي ألمًا ويأسا
سأغادرُ المبغىالكبيرَ ولست آسى أنا لستُ غانية وكأسا!
نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا
نعلاكِأطهرُ من فرنسا كلها جَسَدًا ونفْسا

نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ ذُكِرَتْلتُنسى
مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ واتركي أن تتركيها
قري بمملكةِ الوقارِوسَفهي الملِكَ السفيها
هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها
وجميلة ما دُمتِفيها
هي مالَها من مالِها شيء سِوى ( سِيدا ) بَنيها!
هي كلها ميراثُكِالمسروقُ: أسفلت الدروبِ, حجارةُ الشرفاتِ, أوعيةُ المعاصِرْ
النفطُ, زيتُالعِطرِ, مسحوقُ الغسيلِ, صفائحُ العَرباتِ, أصباغُ الأظافرْ
خَشَبُالأسِرةِ, زئبقُ المرآةِ, أقمشةُ الستائِرْ
غازُ المدفئ, مَعدنُ الشَفَراتِ,أضواءُ المتاجرْ
وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ
هي كلها أملاكُجَدكِ في مراكشَ أو دمشقَ أو الجزائِر
هي كلها ميراثك المغصوبُ فاغتصبي كنوزَالاغتصابْ
زاد الحسابُ على الحسابِ وآنَ تسديدُ الحسابْ
فإذاارتضتْ..أهلاً
و إنْ لم ترضَ فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسها إن كانَ يُزعجُهاالحجابْ

الشاعر: أحمدمطر

[1] قصيدة للشاعر (( أحمد مطر)), نظمها لمّا منعت فرنسا المسلمات من أن يرتدين الحجاب في مدارسها!

© ARICR.ORG جميع الحقوق محفوظة لمبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان